أنامل أنثوية تحترف الجزارة

مل أنثوية تحترف الجزارة
ولجت أمينة عالم «الجزارة» وأسواق الماشية منذ حداثة سنها رفقة والدها، وبعد وفاته وجدت نفسها مجبرة على تدبير دكان تركه في عهدتها. إنها تجسد مسار امرأة استثنائية بكل المقاييس.

بأنامل أنثوية تحمل أمينة السكين والمنشار وتعمد إلى تقطيع اللحم الذي تقدمه إلى زبنائها وهي تقول لهم «بالصحة والراحة» ثم تضيف بعد تسلمها للمقابل «الله يخلف». عُرفت بين مرتادي سوق «شطيبة» بسطات بكونها نشيطة في عملها، محترفة ولا تقل خبرة وتمرسا عن باقي الجزارين، إذ بفضل شجاعتها وجرأتها ومثابرتها، استطاعت أن تجعل لنفسها مكانة متميزة وسط رحبة «الجزارين»، الذين يقدرون فيها روح المسؤولية وحبها لعمل لم تختره طواعية، لكنها وجدت نفسها ودون سابق إنذار في وسط ذكوري يحتاج منها إلى تطوير قدراتها الاحترافية وطرد الخوف «الأنثوي» حتى تستحق لقب «جزارة»، لها زبناؤها الخاصون، ولها شخصيتها القوية ونظرتها المـتميزة لأمور الحياة. ساعدتها مهنة الجزارة على الاطلاع على عوالم رجالية لم تكن لتعرفها لو لم تمتهن هذه الحرفة، فمنذ سن مبكر وجدت أمينة نفسها مسؤولة عن تدبير دكان الجزارة الذي تركه والدها في عهدتها. تضطر أمينة، مرة كل أسبوع تقريبا، للتوجه إلى العديد من الأسواق المجاورة لمدينة سطات، تستقل على الساعة الثانية صباحا الحافلة لتتوجه إلى سوق السبت، بن جرير، جمعة كيسر أو سيدي بنور لشراء عجل أو كبش، ثم تعود بعد ذلك إلى المجزرة لذبحه وحمله إلى الدكان وهناك تباشر لوحدها تقطيع العجل إلى أجزاء. قبل أن تمتهن أمينة حرفة «الجزارة»، كانت شقيقتها تساعد والدها في الدكان كلما تغيب، وكانت ترافقه أحيانا إلى الأسواق المجاورة. لكن بعد زواجها ابتعدت عن مهنة الجزارة، واضطرت للمكوث بالبيت. وقد أخذت أمينة الكثير عن أختها، خاصة جرأتها في اقتحام مجال ذكوري بامتياز. لازالت أمينة تتذكر وهي طفلة صغيرة كيف وقفت شقيقتها تراهن أمهر الجزارين على أنها قادرة على شطر الكبش إلى نصفين من جهة «العنكرة»، في الوقت الذي اعتاد فيه الجزارون المحترفون القيام بهذه العملية من جهة المؤخرة وصعودا في اتجاه العمود الفقري، حتى لا ينحرف خط التقسيم ويميل في اتجاه الضلوع. وقد ربحت أختها الرهان وجعلت أمهر الجزارين وأكثرهم احترافية يقف مشدوها أمام إنجاز فريد من نوعه، بطلته امرأة. تؤمن أمينة بأن المرأة قادرة على اختراق جميع المجالات، فالجزارة تحتاج لبعض الشجاعة والجرأة في دخول أســواق الماشية، وقد تضطر أحيانا لخوض معارك طاحنة حتى تربح صفقة شراء عجل أو خروف. تحظى أمينة باحترام زبنائها، الذين يقدرون فيها كفاحها المستميت من أجل تدبير لقمة العيش لشقيقها ووالدتها بعد وفاة أبيها. إنها كأي فتاة تحلم بالزواج والأسرة والاستقرار، لكنه (حلمها) إذا تعارض مع مشروعها المهني الذي تحبه، فإنها ستستغني عنه، حسب تعبيرها، وهي بذلك تفضل الارتباط بجزار، حتى يتفهم طبيعة عملها ويشاركها الحياة بما فيها الجزارة.

رجاء خيرات

المراة المغربية اقتحمت جميع المجالات الاجتماعية فهنيئا

والله هي احسن من الرجل حرفة ونظافة

نعم الانامل الذهبية النظيفة

المغربيات يدخلن عالم الجزارة و تقطيع اﻷضاحي بقوة

شكرا لاحبة المراة المغربية النشيطة