Houssam eddine مشرف المنتديات العامة
عدد المساهمات : 647 تاريخ التسجيل : 21/08/2013 العمر : 35 العمل/الترفيه : natation
| موضوع: صورة محمد الخامس في الشعر الأمازيغي الجمعة أكتوبر 11, 2013 2:25 pm | |
|
صورة محمد الخامس في الشعر الأمازيغي
ذ محمد أقضاض.
كان حادث اختطاف فرنسا لمحمد الخامس مثيرا لكل الشعب المغربي، في كافة مناطق البلاد. وقد أثار حمية جماعاته وأفراده، لا يختلف الأمر بين المناطق التي استعمرتها فرنسا والمناطق التي استعمرتها إسبانيا. فكما في تلك المناطق قامت المقاومة أيضا في هذه... لقد وحد هذا الاختطاف المغاربة أكثر حول قضيتهم، الاستقلال الوطني، فأضحى محمد الخامس هو رمز هذه القضية ومؤشرها. وكانت لعودته من المنفى تأثيرا أكبر، فقد ازداد الشعب تلاحما. واعتبر أن هذه العودة ليست مجرد إفراج فرنسي على السلطان، بل هي انتصار على الاستعمار، هي عودة مرادفة لاستقلال المغرب. وفتحت عودة محمد الخامس إلى وطنه باب استقلال البلاد. حينذاك انفتحت آفاق الشعب واتسعت أحلامه وبدا له المستقبل القريب والبعيد زاهيا مزهوا.
فكما سكن هذا الحلم أعماق الناس، اجتماعيا وسيكولوجيا وسياسيا، تجلى واضحا في الإبداعات التي تعبر عن الحلم الجماعي، فإذا ألقينا نظرة سريعة على الإبداع الشعري لأواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، نجد إشراق الرؤية والرؤيا معا سواء في ديوان "نجوم في يدي" للشاعر لحبيب الفرقاني أوفي ديوان الشاعر مصطفى المعداوي، الذي مات شابا، أو في أشعار الشاعر محمد السرغيني. مارس الشعر أحلامه في هذه الفترة، أحلامه باتساع رقعة الحرية اتساعا بلا ضفاف، وبقوة إرادة منتجة ومبادرة ومبدعة، على مستوى المضامين كما على مستوى البنيات والأشكال. حيث طلق هؤلاء الشعراء الجدد نظام القصيدة التقليدية وتركيبها الإيقاعي والبلاغي نحو قصيدة جديدة حداثية، تصورا وإيقاعا وصورة... غير أن القصيدة التقليدية استمرت في الوجود، وارتبط نظمها أحيانا بالمديح الذي لم يهتم بالصفات الشخصية، بل تناول أيضا تلك الأحلام والإنجازات المحققة والبطولات التي أنتجت تلك الإنجازات، كما هو الشأن مثلا في كثير من "العرشيات" وقصائد إحياء الذكرى السنوية للاستقلال في تلك الفترة...
ذلك أيضا ما نجده في بعض قصائد الملحون العربي الدارج وفي قصائد غنائية أمازيغية سواء في الجنوب أو في الوسط أو في الشمال... في هذا المبحث أتناول مقاطع نظمت في بداية الاستقلال بالريفية حول محمد الخامس والاستقلال. ومعروف أن مثل هذه الأشعار صادرة عن روح الشعب وعمقه، وهي حاملة لمطلق الصدق. وقد تُداولت خلال عقد الستينيات، ومازال بعض المسنين والمسنات يحفظون بعضها، غير أن جلها ضاع وابتلعه النسيان مادام قد اعتمد على التداول الشفاهي. وحتى المقاطع التي تم غناؤها آنذاك وسجلت في أشرطة دخلت في حكم الضياع، خاصة وأن تلك الأشرطة أيضا تعرضت لتلف تقني أو لضياع حين فقدت من يعتني بها باعتبارها وثائق صوتية. ومعروف أن هذا الشعر كان ينتقل بالشفاه بين فئات الشعب عبر الغناء القائم إما على التنغيم العادي الجاري بين الفتيات والنساء خلال أدائهن لبعض الأعمال... وإما بالموسيقى الأمازيغية التقليدية من خلال بعض الأشرطة المسموعة، اعتمدت تلك الموسيقى آنذاك على الآلات التقليدية الضرورية المعروفة في المنطقة "المزمار" و"البندير/ الدف"، لذلك لم يكن المتلقي يركز اهتمامه على إيقاعات الآلة بقدر ما كان يهتم بالكلام المنظوم والمنطوق المنغم...
ورغم أن تلك المقاطع المتبقية قليلة جدا فإنها تتضمن صورا وتيمات تجسد تصور وأفق تلك المرحلة، ورغم قلتها أيضا فإنها تعالج فترة نفي محمد الخامس وفترة عودته من المنفى:
1- نفي محمد الخامس:
لقد أدرك الناس في الريف نساء ورجالا المعاناة التي عانها محمد الخامس في المنفى بعد اختطافه لذلك قالت بعض النساء آنذاك[1]:
آ ثِيحْرامِينْ انَّـغْ وِي اتِّيرْضَنْـتْ بُو هِيـنَا يَا صبايانا لا تلبسن ثوب "هِينا"[2]
آ محمذْ الخَامِسْ اقَّــاثْ ذِي تـامَــــــــــارَا إن محمد الخامس يعاني الأمرين
تخاطب الشاعرة الفتيات والنساء أن يُضربن على ارتداء هذا النوع من الكتان "هينا"، الذي كان آنذاك أحسن ما يمكن أن يلبس ويتزين به، ويتم ارتداؤه أساسا في مناسبات الفرح. والإضراب على ارتداء النساء لهذا الثوب بمناسبة أصبحت معروفة بين كل الناس وتحز في نفوسهم، هي معاناة محمد الخامس في المنفى. والشاعرة هنا تحث النساء، ومن خلالهن الرجال، للتعبير عن الحزن والرفض لتلك المعانات، بل ويعيشونها معه... وتدل الصيغة اللغوية للبيت على الإحساس الذاتي للمعانات، فهناك "آ" كحرف نداء للتحسر، وهناك "انَّغْ" التي تدل على العلاقة الأخوية الحميمية والتي توحي بالاستعطاف، وهناك أداة النهي "وِي" أداة نهي قطعي، ومبرر منع ارتداء هذا الثوب، في الشطر الثاني، ليس عاديا، إن محمد الخامس يعيش المعاناة فكيف تفرحن بلباسكن الجميل؟ وتوظيف لفظة "تامارا" هو توظيف حاد التعبير، لأن اللفظة لا تدل على نوع محدد من العذاب بل تنطوي على كل أنواع العذاب والمعانات، وهي نفس الدلالات التي تحملها أيضا في اللغة العربية المغربية الدارجة. إلى جانب ذلك يحمل البيت التعبير عن الألم من خلال الروي المزدوج، ففي بداية الشطرين، الأول والثاني، نجد هذا الحرف الذي يعبر بعمق عن الألم وهو الألف الممدودة "آ" في اللغة الأمازيغية، ونفس الحرف يتكرر في الشطرين كروي...
وتدخل الشاعرة في عمق شعور أبناء العائلة المالكة، حيث تقول:
ثَنَّاسْ لَلاَّ مِـينَـا حَـارْمَغْ إِيهَـاكُوسَنْ قالت للا مينا إني حرمت على نفسي انتعال الحذاء
ثَنَّاسْ غَامَا يَحْكَمْ بَابَا خِي رُومَيَّــنْ قالت إلى أن يحكم أبي على النصــــارى الغربـاء
في هذا البيت دخلت الشاعرة بيت الملك وعرفت شعور أهله، فبنت الملك رفضت انتعال الحذاء وأبت إلا المشي حافية إلى أن يفرض أبوها سلطة رأيه على النصارى فيقتنعون بضرورة استقلال المغرب. وهو بيت متمم للسابق حيث دعت الشاعرة الفتيات للإضراب على ارتداء نوع من اللباس، كما فعلت الأميرة التي رفضت انتعال الحذاء إلى أن يتحرر الملك والبلاد. يحمل البيت مسحة دينية، فقد حرمت، ولم تمتنع فقط، والتحريم أسمى من الامتناع، وسوف تحل تحريمها حين يخضع النصارى (بمعنى الكفار) لأبيها، فيتم انتصار سياسي وانتصار عقائدي...
لا يمكن أن يكون هذا التحريم جزئيا يتعلق بالنصارى الفرنسيين فقط، وإنما هو تحريم كلي يشمل النصارى الإسبان الذين استعمروا الريف. ومعروف أن سكان الشمال، بما فيهم أهل الريف الشرقي، كانوا متخوفين من تعنت الإسبان بعد انزياح الاستعمار الفرنسي. فيستثنى الريف من حكم محمد الخامس:
ثَـنَّـاسْ للاَّ مِـينة نَشْ حَارْمَغْ الـلّـِيــــفْ قالت للا مينة أنا حرمت على نفسي الزواج
ثَنَّـاسْ حَامَـا يَحْـكَمْ سِيذِي بَابَا خَ الرِّيفْ قالت إلى أن يحكم سيدي أبي علـى الـريف
تتغنى الشاعرة بلسان الأميرة للا مينة أن الريف لا يمكن أن يستثنى في مفاوضات الاستقلال، حين ذاك يستمر أهل المنطقة تحت نير الاستعمار غارقين في المعاناة، والعائلة الملكية نفسها نساء ورجالا تدرك ذلك، لهذا حرمت الأميرة الزواج إلى أن يخضع الريف لأبيها، والتحريم أيضا هنا هو تحريم ذاتي يفرضه أهل المنطقة على أنفسهم، ويحسون أن الأمراء والأميرات متضامنون معهم بشكل غير مباشر... هكذا يبدو أن المعاناة أيام نفي محمد الخامس لم تكن فردية أو ملكية أو من جهة واحدة فقط بل هي معانات متبادلة، فكما أن المآسي لبست القصر لبست كذلك المواطن، بما في ذلك الذي كان خاضعا لاستعمار غير الاستعمار الفرنسي...
2- العودة من المنفي:
تتناول الأبيات التي تمكنا منها حول هذه التيمة، أربع صور: أ- سمو العودة. ب – نضال الملك ضد الاستعمار. ج – العودة هي التحرر. د - تقديس الملك.
أ- ارتبطت عودة محمد الخامس من منفاه بالطائرة، في الأشعار الأمازيغية الريفية، فيقول الشاعر[3]:
آمُحمذ الخامس يَنْـيَدْ ذِي طَـيَّـارَا امتطى محمـــد الخـــامس الطائــــــــــــــــــرة
إِيجْ اُوفُوسْ اِينَدَّهْ إِيجَّنْ يَقَّا يَحْيَا يد على المقود (تقود الطائرة) وأخرى تقول يحيا
يتضمن هذا البيت تصور أن محمد الخامس في عودته من المنفى عاد في الطائرة، غير أن هذه المرة كان هو ملاحها هو الذي يقود، يقود بكل إرادته، وهو في أجواء وطنه يحيى شعبه ويدعو بالحياة لهذا الوطن. هي عودة سامية عبر السماء الشاسعة، هو سمو سياسي ووطني، وديني أيضا – كما سنرى -. لهذا البعد يتكرر مثل هذا الجهاز/الوسيلة مرارا... والعودة هنا لم تكن فردية ولا شخصية هي عودة لرموز الوطن:
آثُورِيدْ طَيَّارَا صَوَّانْ ذَايَسْ ارْكِيسَانْ صعدت الطائرة رسمت فيها الكؤوس
يَنْيَدْ ذَايَسْ الْمَلِكْ اذْ مُورَاي ارْحَاسَانْ امتطاها الملك ومولاي الحســـــــــن
في الشطر الأول إشارة إلى أن الطائرة نقشت فيها صور الكؤوس، وهي صورة بلاغية تقوم على التشبيه التمثيلي، المعروف في البلاغة العربية، يستفاد من هذه الصورة البلاغية ما تدل عليه الكؤوس في التعبير الأمازيغي الريفي من تساوي وانسجام، ولأن الكأس هنا لا يمكن أن يكون إلا زجاجا، هو أيضا علامة على النقاء والصفاء... وهو صفاء تشير إليه أيضا هذه الموسيقى الداخلية للشطرين حيث تكرار المد والنون الخفيفة وأساسا حرف السين اللامع في البيت... ثم:
آثُورِيدْ طَيَّارَا آمِينْ ذانَغْدْ ثَيْـسِيـــذ؟ صعدت الطائرة ماذا حملتِ إلينا؟
الْحَمْدُ اللهْ آرَبِّي ذَ النِّظَامْ أٌو جَدْجِيذْ حمدا لك يا ربي هو نظــام الملك
لم تحمل الطائرة شخص الملك، مع عائلته، مجردا، بل المهم في ذلك أن الطائرة امتطاها الملك العائد من المنفى حاملا نظاما جديدا، بعيدا عن النظام المخزني قبل الاستعمار وبعيدا عن نظام الاستعمار، إنه النظام الملكي المغربي الذي يحفظ كرامة الناس ويوفر لهم رفاهية العيش والحرية... ويبدو في صياغة الشطر الأول صياغة استفهامية، يسأل فيه الشاعر الطائرة نفسها حول الجديد الذي حملته إليهم، هو استفهام مأساوي قريب من استفهام المتنبي للعيد، "عيد بأية حال عدت يا عيد؟"، غير أن الشاعر الأمازِيغِي فاجأ متلقيه كما فاجأ نفسه بالجواب السعيد، حامدا الله على أن الطائرة حملت نظام الملك... فجرد الشاعر من نفسه المستفهم وفي نفس الآن المجيب، وكأن البيت من نظم شاعرين وليس لشاعر واحد... هو جواب أيضا ينطوي على رغبة وإرادة، كما ينطوي على حدس استوحى أفكار محمد الخامس نفسه، حيث نجد في إحدى خطبه حين تولى عرش المغرب سنة 1927: "إن الشعب المغربي ينتظر منا، من بين ما ينتظر، مجهودا مستمرا لا من أجل تنمية سعادته المادية وحدها، ولكن لنكفله أيضا الانتفاع من تطور فكري يكون متلائما مع احترام عقيدته، ويسمد منه الوسائل التي تجعله يرتقي درجة عليا في الحضارة بأكثر ما يكون من السرعة"[4] . وسمو عودة الملك في الطائرة يتمركز أساسا في هذه الخلاصة، خلاصة النظام الوطني الجديد الذي أتى به الملك، "خلق مؤسسات منبثقة عن انتخابات حرة ترتكز على مبدإ فصل السلط وفي إطار ملكية دستورية تعترف للمغاربة على مختلف دياناتهم بحقوق المواطن وممارسة الحريات العامة والنقابية"[5].
3- نضال الملك ضد الاستعمار:
لم تكن العودة من المنفى منحة منحها الفرنسيون لمحمد الخامس، بل حسب بعض هذه الأبيات هي نتيجة نضال مرير، يقول الشاعر:
أمُحَمذ الخــامس آشْ اِيعـــــاوَنْ آرَبِـــي يا محمد الخامس نطلب الله أن يساعدك
آتَنْفِيذْ آفْرانْسِيسْ ذِي ارْبَارْ وَارْ اِيتِيرِي لتنفي الفرنسيين من البرِّ كي لا يبقـون
فالعودة إذن بعون الله ونضال محمد الخامس هي أيضا مواجهة بين ملك وطني واستعمار محتل، ولابد للنصر أن يكون حليف الوطني صاحب حق... وفي بيت ثاني يؤكد الشاعر أن الدائرة في هذه المواجهة غير المتكافئة دارت على الفرنسيين:
آمحمــذ الخــامـس المــلك آسَــيّــَاسْ يا محمد الخامس أيها الملك البارع في السياسة
يَجُّودْجْ حَامَا يَارَّا فْرَانْسِيسْ آرْ ادْسَاسْ أبى إلا أن يعيد الفرنســيين إلى الحضــيض
فرغم المنفى والمعاناة فإن الإرادة النضالية الوطنية لمحمد الخامس كانت أقوى، فقد أقسم أن يعيد فرنسا إلى وضعها القبْـلي، إلى أرضها، يبعدها عن سماء وأرض الوطن المغربي، وهذه الإرادة لم تكن في حاجة إلى جيش جرار مدجج بأحدث الأسلحة الفتاكة، بل كان في حاجة للحكمة السياسية المحنكة التي تمتع بها الملك...
4- العودة هي التحرر:
كانت نتيجة العودة ونتيجة مواجهة الاستعمار هي حرية المغرب والشعب المغربي:
آيَا سِيذِي آرَبِّي يَوْشَانَغْ الْحُرِّيا لقد أعطانا الله الحـــــــــرية
يِيوْيِتِيدْ الْملكْ اذِي انْهَار نَجَّمْْعَا أتى بها الملك فِي يوم الجمعة
لقد منحنا الله الحرية حين أتى بها الملك مع عودته من المنفى، وهي حرية افتقدها الشعب لفترة طويلة وخاصة في زمن الاستعمار، والحرية هنا هي حرية طبيعية يمنحها الله لعباده، وهي حرية الممارسة والتفكير والتعبير والتنقل وحرية الحياة. وهي في هذا البيت حرية متعالقة بين هذا الإنسان الموهوب، الملك وبين الله، فإذا كان الله هو المانح فإن الوسيلة هو الملك، والمستفيد منها والمتمتع بها هو الشعب. لذلك لم يأت بها الملك في أي يوم من أيام الأسبوع بل وبالذات في يوم الجمعة الذي له موقع خاص في اعتقاد الشعب المسلم والمؤمن. ورغم ما يبدو من أن كلمة "الجمعة" ذكرت لتستقيم القافية، فإنها أساسا تعبر على وعي جمعي الذي يربط بين الحرية ويوم الجمعة ربطا تقديسيا، كما ربط الشاعر ربطا تقديسيا بين الملك/الولي والنبي...
5- تقديس محمد الخامس:
في الأبيات المذكورة يتوارى قصدا هذا البعد التقديسي لمحمد الخامس، فإلى جانب ذكر الطائرة التي امتطاها الملك في عودته حرا من المنفى، والطائرة هنا تسمو بالملك في السماء، وكأنه أعيد بعثه إلى شعبه ليحرره من الطغاة، أيضا نجد أن مواجهة الاستعمار تتم بعون الله، وأيضا الله أعطى لنا الحرية ولكن الملك هو الوسيلة... ثم ينتهي الشاعر إلى عمق ذلك السمو والتقديس في البيت التالي:
آمحمذ الخامس آمحـمـذ الْـوَلِــــــــــي يَا محمد الخامس يا محمد الولي
وَنِّي شَكْ إِزُورَنْ آخْمِي إِيزُورْ النَّبِِي من زارك كأنه زار الــــــــنبي
فقد أصبح محمد الخامس وليا من أولياء الله، لذلك تحق زيارته للتبرك به، مثل زيارة النبي للتبرك أيضا، وعبارة :اِيزُورْ" تعني بالأمازيغية/الريفية التبرك بالأولياء. كان هذا الطابع التقديسي للسلاطين سائدا في الريف في كل فترات التاريخ الإسلامي بالمغرب، حيث كان ارتباط المنطقة بالسلطان هو ارتباط روحي ديني أكثر منه إداريا وماديا، فتعمق مع محمد الخامس وهو في المنفى وبعد عودته من المنفى، حيث ركز الشاعر هذا البعد في هذا البيت تركيزا بليغا يجمع بين التاريخ والسياسة والدين.
هكذا يبدو أن الشاعر والشاعرة الأمازيغيين، في فترة ما بعد الاستقلال، نظرا إلى أن عودة محمد الخامس مماثلة لاستقلال المغرب، وهو استقلال جاء عبر تضحيات جسيمة، وبمضمون تحرري وتنموي، جاء ب"نظام جديد" للمغرب يحفظ كرامة المواطن، ويوفر له الرفاهية والحرية والديمقراطية...
[1] - هذه الأبيات روتها السيدة خديجة عيسى الماحي، من قرية تيميزار فِي مرتفعات قبيلة بني سيدال الجبل، في عمرها حوالي سبعين سنة. وتسكن الآن بمدينة الناظور.
| |
|
العيون عيني عضو متالق
عدد المساهمات : 172 تاريخ التسجيل : 11/10/2013 العمر : 53
| موضوع: رد: صورة محمد الخامس في الشعر الأمازيغي الجمعة أكتوبر 11, 2013 3:14 pm | |
| مشكور حسام الدييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين | |
|
Houssam eddine مشرف المنتديات العامة
عدد المساهمات : 647 تاريخ التسجيل : 21/08/2013 العمر : 35 العمل/الترفيه : natation
| موضوع: رد: صورة محمد الخامس في الشعر الأمازيغي الجمعة أكتوبر 11, 2013 3:21 pm | |
| | |
|