الاسرة والمدرسة في ترسيخ قيم المواطنة
دور الأسرة في تربية المواطنة:
الاسرة والمدرسة في ترسيخ قيم المواطنة
دور الأسرة في تربية المواطنة:
وليس من العسير أن تقوم الأسر بمهمتها إذا التزم القائمون عليها سويا بأداء الدور المطلوب منهم كمواطنين أولا وكصانعي أجيال ثانية، واعين تمام الوعي أنهم المعلم الأول الأكثر تأثيراً في تربية للطفل. وأنهم أول من يثير اهتمام الأبناء بقضايا المجتمع والوطن، ويساعدهم على تعلم الواجبات الوطنية من خلال إقدامهم على أعمال هادفة يمارسونها في هذا الإطار بشكل ما من الأشكال التالية:
· التطوع في مشروع يخدم المجتمع.
· إبداء الاهتمام بالشؤون الوطنية والحكومية من خلال التحادث حول القضايا العامة.
· تشجيع الأبناء على المشاركة في المشاريع التطوعية والمساعي الحميدة، مثل: تنظيف الأحياء، وتشجير الساحات العمومية والحفاظ على سلامة البيئة وغير ذلك كثير..
· تلقين الأبناء المبادئ الدينية والأخلاق و القيم الإنسانية
· تنشئتهم على حب الخير للغير والغيرة على الوطن .
· توفير موارد التعلم الوطنية كإقتناء المراجع المتنوعة، والاستعانة بها في تعليم الأطفال من خلال قراءة ما يتعلق بالقضايا السياسية أوالقضايا ذات وجهات نظر أخلاقية ومدنية مختلفة، وغير ذلك مما يؤهل الطفل تدريجيا للانتماء إلى وطنه عن طريق ربط مكتسباته الأسرية بالمكنونات المجتمعية لهويته الدينية والثقافية والاجتماعية المترابطة بدورها بالوطن. وهو ما ييسر له التكيف مع مسؤولياته الوطنية.
ولدعم تربية المواطنة الصالحة و تعزيزها في نفوس أطفالها وفي سلوكهم، ينبغي للأسرة التركيزعلى المحاور التالية: ربط الطفل بالمقومات الروحية والمادية للشخصية الوطنية، وتنشئته على التمسك بها وبقيم مجتمعه، والربط بينها وبين هويته الوطنية، وتوعيته بالمخزون الثقافي الوطني؛
1- تأصيل حب الوطن والانتماء في نفوس الناشئة في وقت مبكر، عبر تعزيز الشعور بشرف الانتماء للوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، والدعوة إلى إعداد النفس للعمل من أجل خدمة الوطن ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكاسبه، والمشاركة الفاعلة في خطط تنميته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛
2- تعويد الطفل على الطهارة الأخلاقية وصيانة النفس والأهل والوطن من كل الأمراض الاجتماعية والأخلاقية الذميمة، وحثه على التحلي بأخلاقيات المواطن الواعي بأمور دينه ودنياه؛
3- تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية للطفل، وبث الوعي فيه بتاريخ و طنه وإنجازاته، وتثقيفه بالأهمية الجغرافية والاقتصادية للوطن؛
4- العمل على إدراك الطفل للمعاني التي يرمز لها “العلم”، والنشيد الوطني؛
5- حقوق المواطنين وتسير شؤونهم. وتنشئتة على حب التقيد بالنظام والعمل به؛
6- تهذيب سلوك الطفل وأخلاقه، وتربيته على حب الآخرين والإحسان لهم، وعلى الأخوة بين المواطنين، وحب السعي من أجل قضاء حاجات المواطنين والعمل من أجل متابعة مصالحهم وحل مشاكلهم ما أمكن ذلك، ومن دون مقابل؛
7- تعويد الطفل على حب العمل المشترك، وحب الإنفاق على المحتاجين، وحب التفاهم والتعاون والتكافل والألفة بين كافة المستويات الاقتصادية في الوطن؛
8- نشر حب المناسبات الوطنية الهادفة والمشاركة فيها والتفاعل معها، والمشاركة في نشاطات المؤسسات المدنية وإسهاماتها في خدمة المجتمع بالمشاركة في المناسبات التي تكرس تعاون المجتمع؛
9- تعزيز حب التصدي لكل معتد على الوطن، والدفاع عنه بالقلم واللسان والسلاح؛
10- تقديم يد العون للفئات المعوزة وذوي الحاجات من المواطنين، وغرس روح المبادرة بالأعمال الخيرية؛
دور المدرسة:
إن المجتمع الذي يرغب في تعميم قيمه على كافة الفعاليات هو ذلك الذي تتحول فيه المدرسة إلى مجتمع حقيقي مصغر يتدرب فيه التلاميذ على ممارسة حياة اجتماعية حقيقية تقوم على مسؤولية الفعل والكلمة، في جو مفعم بالديمقراطية والتضامن بشكل يجد فيه الطالب ما يشجعه على هذه الممارسة حتى يألفها ويتعودها.
وليس ذلك وحسب، بل يجب أن تكون البيئة المدرسية امتدادا للبيئة الأسرية في تنشئة البناء ومكملة لها، ففيها يستكمل ما شرعت فيه الأسرة، وفيها يتم تعزيز مبادئ السلوك القويم وربط الفرد بمجتمعه ورفع شعوره بالولاء والانتماء إليه، وفيها يحصل تعلم النظام وحقوق الفرد وحقوق الآخرين وواجبات الجميع نحو المجتمع“.
وعليه، فإن بقاء المجتمع واستمراريته مرهونان بمدى تفاعله مع المؤسسة التعليمية لما تقوم به من دور في توفير المعارف الأساسية للمتعلم، تلك المعارف التي تمكنه من إدراك مكانة دولته وعلاقتها بالعالم الخارجي، ومن فهم طبيعة الاختلافات الثقافية في المجتمع، مع إدراكه كفاح الأجيال السابقة وتقديره لها ، ووعيه بالمشكلات الرئيسية التي تواجه المجتمع. ، وكل ذلك إلى جانب تحقيق فهم مبادئ حقوق الأفراد وتقدير النظام واحترامه، ومعرفة قضايا الأمة المعاصرة، وفهم أهمية اعتماد المجتمعات على بعضها، وفهم وسائل المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية ,أما بخصوص أساليب وطرائق تدريس المواطنة، يمكن للمدرسة أن تعزز تربية المواطنة بتعزيز القيم والواجبات الوطنية، وقد يتحقق ذلك من خلال :
1- بناء نظام المدرسة على التعاون والتراحم والتكافل وكافة الصفات المراد ترجمتها في حياة الطالب العامة.
2- تأسيس البرامج المبنية مدرسياً لأداء خدمة المجتمع كجزء منظم للمنهاج المدني؛
3- تدريب الطلاب على الحياة الاجتماعية الصحية والمعتدلة مع تحذيرهم من الغلو والتطرف؛
4- إقامة الأنشطة والمسابقات والبرامج الفنية المختلفة الكفيلة بغرس حب الوطن في نفوس المتعلمين؛
5- بث المعلومات حول الواجبات الوطنية في الدروس لمختلف المراحل مع التركيز الخاص في الدراسات الدينية و الاجتماعية والأدبية؛
6- دعوة المتعلمين للقراءة والتحليل ومناقشة حالات الأفراد المرتبطين بالحياةالمدنية في مجتمعاتهم في الماضي والحاضر؛
7- ربط المتعلمين بالنشاطات الوطنية ونشاطات تمثل الأدوار في جوانب مختلفة من المسؤوليات المدنية؛
8- تعزيز الدروس حول القيم الوطنية من خلال صياغة الأدوار وفتح الحوار لقضايا العامة والأحداث الجارية ؛
9- تحديد الواجبات التي تتطلب مشاركة الطلبة في النشاطات السياسية والاجتماعية خارج الصف الدراسي؛
10- تنظيم زيارات ولقاءات يتعرف من خلالها الطلاب على واقع الوطن؛
11- تنظيم برنامج أعمال تطوعية واجتماعية مختلفة لخدمة الوطن والمواطن.
دور المعلم:
للمعلم دور حاسم في تفعيل تربية المواطنة في المؤسسة التعليمية، فهو من يتحمل مسؤولية تربية النشء وتعليمه العلم والخلق والسلوك السوي، ويعمل على زرع الشعور بالمسؤولية والإخلاص في نفوس طلابه، وهو من يعتمد في ذلك على مجموعة من الطرائق والاستراتيجيات التي تلعب دورامهماً في هذه الناحية,
ولأداء هذا الدور الفاعل على أحسن حال يتعين على المعلم أن يحمل معتقدات سليمة، ومخزوناً ثقافياً واجتماعياً فاعلاً حول أهمية التعليم في توطيد الأمن الفكري للشباب، كما يتعين عليه أن يسهم في غرس روح الولاء والانتماء للوطن, ولا بد أن يكون واثقا من نفسه ومن معلوماته، مبدعا في أفكاره، مرنا في سلوكه مجددا لآرائه،مرشداً للطالب في كيفية اكتساب مبدأ التعاون والعمل الجماعي وتوطيد حب الطالب لمجتمعه وتعزيز الانتماء والشعور بالمسؤولية المشتركة في الحفاظ على أمن وسلامة الوطن من العبث والفساد.
ومن مستلزمات حب الوطن أن يعمل المعلم على توعية الطلاب بضرورة المحافظة على مرافق الوطن ومكتسباته كموارد المياه والطرقات والمباني والأشجار والمدارس والمصانع والمزارع وغير ذلك، وينهاهم عن الفوضى وأشكال التخريب والفساد وما ينجم عن ذلك من أضرار للمجتمع والأفراد .