ما رأيكم فيما يُقال أنّ مَن يقرأ سورة الضحى يردّ اللهُ له ما ضاع ؟
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله،
أخت لي قالت أنه إذا ضاع شيء فما علينا إلا قراءة سورة الضحى فهي بفضل الله تساعد على وجود الشيء الضائع. و هي قد تعلمتها من أمها و أهلها...و هي دائماً تساعد (يعني جربوها و دائماً يجدون ما يبحثون عنه)...
هل في هذا الكلام صحة؟ أي دليل في السنة أو الأحاديث؟ أفيدونا أفاد الله بكم أمة الإسلام. بارك الله فيكم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم
الجواب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكِ بُـورِك
لا أعلم أن لهذا القول أصلاً في السنة .
وهناك دعاء في رد الضالة. فقد روى الطبراني في الأوسط والكبير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضالة أنه كان يقول : اللهم راد الضالة وهادى الضلالة أنت تهدى من الضلالة أُردد عليّ ضالتي بعزتك وسلطانك ، فإنها من عطائك وفضلك . ثم قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا ابن عيينة تفرد به عبد الرحمن بن يعقوب ، ولا يروى هذا الحديث عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد .
وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الثلاثة ، وفيه عبد الرحمن يعقوب بن أبي عباد المكي ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . انتهى .
وفي الحديث الآخر من افلتت منه دابته أو ضاع له شيء فإنه يُنادي : يا عباد الله احبسوا . والأحاديث في هذا الباب ضعيفة لا تقوم بها حجة .
ويرى بعض العلماء أن ما ثبت بالتجربة في الرُّقية ونحوها أنه لا بأس به . وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نَـرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : اعْرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك .
ويدلّ على ذلك أيضا ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : نزلنا منزلا فأتتنا امرأة فقالت : إن سيّد الحي سليم لُدِغ . فهل فيكم من راقٍ ؟ فقام معها رجل مِنّـا - ما كُـنا نظنه يُحسن رقية – فَرَقَـاه بفاتحة الكتاب فبرَأ ، فأعطوه غنما وسقونا لبنا ، فقلنا : أكنت تحسن رقية ؟ فقال : ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب . قال : فقلت : لا تحركوها حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له ، فقال : ما كان يُدريه أنها رقية ؟ أقسموا واضربوا لي بسهم معكم .
قال ابن حجر بعد ذِكر بعض روايات الحديث : وهو ظاهر في أنه لم يكن عنده علم متقدم بمشروعية الرقي بالفاتحة ، ولهذا قال له أصحابه لما رجع : ما كنت تحسن رقية .
وكان الشيخ العثيمين – رحمه الله – يرى أن ما ثبت بالتجربة في الرقية لا بأس به استناداً إلى فعل الصحابة في هذا الحديث ، وإقرار النبي صلى الله عليه على آله وسلم لهم .
ونقل المناوي هذا الدعاء : يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع علي ضالتي . ثم قال : وقال النووي في بستانه : جرّبته فوجدته نافعا لوجود الضالة عن قرب ، وقد علّمنيه شيخنا أبو البقاء . انتهى .
وكان بعض المجاهدين يقرأ على الكفار : ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) وقد قرأها رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم على كفار قريش .
والله أعلم .
ماحكم تخصيص بعض السور لغرض معين مثلاً تكرار سورة الضحى
عند فقد الأشياء
وسورة الشرح عند تعسر أمر وبعض السور والآيات لتيسير الزواج
وجزاك الله خيراً
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تكرار السور عند الحاجة لها ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
إلا ما ورد من الرقية الشرعيةلكن الذي يظهر لي والله أعلم أن قراءة سورة فيها توافق
مع حاجة الشخص لا بأس بها إذا لم يكن الشخص مستمرا على ذلك ، بحيث
لا يتخذها سنة .
والقرآن كله خير وبركة وهو شفاء لما في الصدور كما أخبر الله تعالى .
فلا أرى بأساً بشيء من التخصيص بشرط عدم الاستمرار
لئلا يتحول إلى سنة عند من يقرؤها .
والله تعالى أعلم
الشيخ محمد العويد