ضرار القمار :
ذكر القرآن للميسر أضراراً واضحة و هي أنه يورث العداوة و البغضاء و يصد عن ذكر الله ، و منها إفساد التربية بتعويد النفس على الكسل و انتظار الرزق من الأسباب الوهمية و إضعاف القوة العقلية بترك الأعمال المفيدة في طرق الكسب الطبيعية و إهمال المقامرين للزراعة و الصناعة و التجارة و هي أركان العمران .
من الأضرار إفلاس المقامر و تخريب البيوت فجأة بالانتقال من الغنى إلى الفقر في ساعة واحدة . فكم من ثروة بددت في ليلة من الليالي .
و يرى الدكتور أحمد شوكت الشطي أن القمار كان و لا يزال آفة كل عصر و مضاره لا تقف عند حد ، فحب القمار إذا تمكن من فرد دفعه إلى إهمال عمله و تحويل نشاطه إلى الربح بالمقامرة التي لا تثمر إلا إلى الفاقة و البؤس .
إن نفسية المقامر غريبة ، فهو لا يتردد إذا قل ماله عن الاستدانة لا بل عن الاستجداء ، يهون عليه في سبيل القمار كل شيء ، فيهمل بيته و زوجته و ولده ، و قد لا يخشى في نزوة لعبه الفضيحة و لا العار .
و إن اجتماع هذه العوامل في إدمان القمار مفكك للأسرة و مخرب للديار . و إنني أعتقد أن كلامي هذا قلما ينفع المقامر المدمن ، لأن عقله ضال ، لكنني أسوقه إلى اللاعبين المتسلين كي أحذرهم لأن اللهو بالقمار يؤدي إلى إدمانه ، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه .
و يتابع الدكتور أحمد شوكت الشطي فيقول قد يتصور أن لا صلة بين القمار و الصحة و الواقع أن صحة الإنسان تتأذى جداً بالقمار و يختلف ضرره حسب عمر المقامر :
فعند الشباب ينهكهم السهر و كثرة الانفعالات النفسية ، فتتوتر أعصابهم و تضعف و ينحبس الدم في الدماغ مما يؤدي إلى الأرق و الهزال و الخور و الصدمات العصبية و اليأس ، و قد ينتهي إلى الانتحار أو يبتلى بالهزال الشديد و سوء الحالة العامة و مظهر شيخوخي مبكر جداً .
و نظرأً لأن الكهول أقل مقاومة للأمراض فإن تأثير القمار عليهم أشد . و إذا كانت الانفعالات النفسية عندهم أقل ، فإن فساد التغذية أو سوء الاستقلاب فيهم كثيرة : كالنقرس و السكري و الرثية المزمنة و غير ذلك من الأمراض التي يساعد القمار على توليدها و جعلها شديدة و خطيرة .
و يزيد ضرر القمار على الشيوخ أكثر و أكثر لأنهم مصابون في الأغلب بجفاف في العروق و قصور في الكلى ، و كثيراً ما يؤدي السهر و الانفعالات النفسية و التوتر العصبي بسبب القمار إلى تمزق عروقهم _ انفجار في الأوعية الدماغية _ فجأة و إصابتهم بشلل مميت أو فالج شقي خطير .
و الشيوخ من المقامرين يعرفون ذلك فيستصحب من كان منهم ذو سعة طبيباً ليدرأ عنه الخطر ، و لكن أكثرهم يلقى حتفه فوق الموائد الخضراء ،و غير مأسوف عليه .
و قد صنف خبراء منظمة الصحة العالمية الهوس بالقمار مع أمراض الإدمان عام 1994 ، و يحقق مشفى دانماركي اليوم بعض النجاح في معالجة إدمان القمار الذي أصبح مشكلة اجتماعية متفاقمة في الدانمارك .
و وجد الباحثون في المشفى أن عدم التوازن في مادتي الدوبامين و النورأدرينالين في دماغ المصابين بهوس القمار هو الذي يؤدي إلى هذه الحالة . و لأن توازن هاتتين المادتين هو الذي يساعد في التغلب على الاكتئاب المرافق .
كما ثبت أن الإصابة بهوس القمار تؤدي إلى الخراب الاقتصادي و الطلاق و الانتحار .
و صدق الله القائل في الخمر و الميسر :
{ و إثمهما أكبر من نفعهما } .
فالحمد لله على نعمة الإسلام و جعلنا ممن يتمسك بهديه لنحقق سعادة الدنيا و الآخرة إنه سميع مجيب .
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة فهل أنتم منتهون } [ سورة المائدة : الآيات 90 : 91 ] .
و قال تعالى : { يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثمٌ كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما } [ سورة البقرة : الآية 219 ] .
و الميسر والقمار ، مأخوذ من اليسر و السهولة لأنه كسب بلا جهد و لا مشقة ، قال مجاهد : كل القمار من الميسر حتى لعب الصبيان بالخرز .
و كان قمار العرب في الجاهلية بالأقداح أو الأزلام و كانت عشرة ، سبعة يكتب على كل واحد منها نصيب معلوم و ثلاثة غفل لا نصيب لها ، و كانوا يشترون جزوراً و ينحرونه ثم يقسمونه أقساماً ، و يجعلون الأقداح في كيس يحركها شخص ثقة ثم يدخل يده فيخرج من الأقداح فمن خرج له قدحاً من ذوات الأنصباء أخذ نصيبه ، و من خرج له قدحاً مما لا نصيب له لم يأخذ شيئاً و غرم ثمن الجزور كله ، و كانوا يدفعون تلك اللحوم إلى الفقراء و لا يأكلون منها . و يفتخرون بذلك و يذمون من لم يشترك معهم .
و ذكر العلماء أن المخاطرة _ الرهان _ من القمار إذ نقلوا عن ابن عباس : المخاطرة قمار ، و إن أهل الجاهلية كانوا يخاطرون على المال و الزوجة .
و قال علي بن أبي طالب : كل شيء فيه قمار من نرد و شطرنج فهو الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز .
و يجمل الدكتور وهبة الزحيلي أنواع الميسر فيقول : و كل لعب فيه غرم بلا عوض و فيه استيلاء على أموال الناس بغير حق و لا جهد معقول فهو حرام ، فالميسر أو القمار و لعب الموائد _ بالورق و غيره _ و أوراق اليانصيب كل ذلك حرام لما فيه من إضاعة المال أو الكسب من غير طريق شرعي و لاشتماله على أضرار كثيرة مدمرة للجماعة و الأفراد .
أضرار القمار :
ذكر القرآن للميسر أضراراً واضحة و هي أنه يورث العداوة و البغضاء و يصد عن ذكر الله ، و منها إفساد التربية بتعويد النفس على الكسل و انتظار الرزق من الأسباب الوهمية و إضعاف القوة العقلية بترك الأعمال المفيدة في طرق الكسب الطبيعية و إهمال المقامرين للزراعة و الصناعة و التجارة و هي أركان العمران .
من الأضرار إفلاس المقامر و تخريب البيوت فجأة بالانتقال من الغنى إلى الفقر في ساعة واحدة . فكم من ثروة بددت في ليلة من الليالي .
و يرى الدكتور أحمد شوكت الشطي أن القمار كان و لا يزال آفة كل عصر و مضاره لا تقف عند حد ، فحب القمار إذا تمكن من فرد دفعه إلى إهمال عمله و تحويل نشاطه إلى الربح بالمقامرة التي لا تثمر إلا إلى الفاقة و البؤس .
إن نفسية المقامر غريبة ، فهو لا يتردد إذا قل ماله عن الاستدانة لا بل عن الاستجداء ، يهون عليه في سبيل القمار كل شيء ، فيهمل بيته و زوجته و ولده ، و قد لا يخشى في نزوة لعبه الفضيحة و لا العار .
و إن اجتماع هذه العوامل في إدمان القمار مفكك للأسرة و مخرب للديار . و إنني أعتقد أن كلامي هذا قلما ينفع المقامر المدمن ، لأن عقله ضال ، لكنني أسوقه إلى اللاعبين المتسلين كي أحذرهم لأن اللهو بالقمار يؤدي إلى إدمانه ، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه .
و يتابع الدكتور أحمد شوكت الشطي فيقول قد يتصور أن لا صلة بين القمار و الصحة و الواقع أن صحة الإنسان تتأذى جداً بالقمار و يختلف ضرره حسب عمر المقامر :
فعند الشباب ينهكهم السهر و كثرة الانفعالات النفسية ، فتتوتر أعصابهم و تضعف و ينحبس الدم في الدماغ مما يؤدي إلى الأرق و الهزال و الخور و الصدمات العصبية و اليأس ، و قد ينتهي إلى الانتحار أو يبتلى بالهزال الشديد و سوء الحالة العامة و مظهر شيخوخي مبكر جداً .
و نظرأً لأن الكهول أقل مقاومة للأمراض فإن تأثير القمار عليهم أشد . و إذا كانت الانفعالات النفسية عندهم أقل ، فإن فساد التغذية أو سوء الاستقلاب فيهم كثيرة : كالنقرس و السكري و الرثية المزمنة و غير ذلك من الأمراض التي يساعد القمار على توليدها و جعلها شديدة و خطيرة .
و يزيد ضرر القمار على الشيوخ أكثر و أكثر لأنهم مصابون في الأغلب بجفاف في العروق و قصور في الكلى ، و كثيراً ما يؤدي السهر و الانفعالات النفسية و التوتر العصبي بسبب القمار إلى تمزق عروقهم _ انفجار في الأوعية الدماغية _ فجأة و إصابتهم بشلل مميت أو فالج شقي خطير .
و الشيوخ من المقامرين يعرفون ذلك فيستصحب من كان منهم ذو سعة طبيباً ليدرأ عنه الخطر ، و لكن أكثرهم يلقى حتفه فوق الموائد الخضراء ،و غير مأسوف عليه .
و قد صنف خبراء منظمة الصحة العالمية الهوس بالقمار مع أمراض الإدمان عام 1994 ، و يحقق مشفى دانماركي اليوم بعض النجاح في معالجة إدمان القمار الذي أصبح مشكلة اجتماعية متفاقمة في الدانمارك .
و وجد الباحثون في المشفى أن عدم التوازن في مادتي الدوبامين و النورأدرينالين في دماغ المصابين بهوس القمار هو الذي يؤدي إلى هذه الحالة . و لأن توازن هاتتين المادتين هو الذي يساعد في التغلب على الاكتئاب المرافق .
كما ثبت أن الإصابة بهوس القمار تؤدي إلى الخراب الاقتصادي و الطلاق و الانتحار .
و صدق الله القائل في الخمر و الميسر :
{ و إثمهما أكبر من نفعهما } .